الندوات

الندوة الدولية لأيام قرطاج المسرحية 

 “المسرح وجمهوره، اليوم أو اكتمال الفعل المسرحي

 مدير الندوة محمد مديوني 

مقررة الندوة  بسمة الفرشيشي  

لا يكون المسرحُ إلّا إذا ما اكْتَمَلَ فِعْلُه. و”اكتمالُ الفعلِ المسرحيِّ” هو الغايةُ التي تَسْبِق كلَّ الغايات من المسرح و مِنْ مُمارستِه. فهل يُمكن الحديث عن بحثٍ، في المسرح، عن تسليةٍ أو معرفة أو عن انسياق إلى حلم أو بهجة أو عن سعي إلى مُتعة العين والأذن والفكر أو عن نُزوع إلى دفْءِ الجماعة، دون “اكتمالِ الفعل المسرحِيّ”؟ 

و”اكتمال الفِعل المسرحِيّ” هو، ببساطة، تحقُّقُ لقاءٍ حيٍّ في مكانٍ بذاته بين مجموعتيْن اثنتيْن لِقاءً إراديًّا مرغوبًا فيه ومُشتهى حَوْل مُقتَرحٍ تخْيِيلِيّ هو العرض المسرَحِيّ

تُعِدّ المجموعة الأولى هذا المُقترَح الجمالِيَّ إعدادًا يندرج في سياقات بذاتها ويشترك في إقامة صَرْح هذا المقترح فاعِلون متعدِّدون بصورةٍ يُصبح معها وَحْدةً واحِدةً حامِلةً لخِطاب بذاته، وذلك رغم اختلاف طبيعة المتدخّلين ونوعِيّة تدخُّلاتهم؛ وطبيعِيٌّ أن يكون ذلك قائِمًا على مُنطلقات فكريّة وعلى اختيارات جمالِيّة وعلى مهارات حِرَفِيّة، من ناحية، وعلى تَمثُّلٍ ما للمجموعة الثانِية التي إليها يُوَجّهون أعمالهم تَمثُّلًا واعيًا أو غير واعٍ

أمّا المجموعة الثانية التي يُمثّلها جمهورُ المتفرّجين فالرَّابط الوحيد الذي لا شكّ في كونه جامِعًا بين عناصِرها إنّما هو الرّغبة في التنقّل إلى المسرح وفي التفاعل مع هذا المُقترح الجمالِيّ في إطار الجمع والعدد فالمتفرّج الواحدُ في المسرح – والفنون الحيّة عامة- هو، بالضرورة، عنصرٌ من جمهورٍ

وطبيعيٌّ أن يكون وراء تلك الرّغبة ما يدعو إليها؛ فلا يندرج المسرحُ ضِمْن ما يُعبِّرُ عنه ابن خلدون، بـ “الضرورِيّ” من حاجات الإنسان شأْنَ الأكل والسّكَن وحفظِ النسل وكلِّ ما يتعلّق بها؛ وإنّما يندرج ضمن ما يُسمّيه صاحبُ “المُقدّمة”، بـ “الكماليّ” الذي يقصد به ما يُحقّق “كمالَ” إنسانِيّة الإنسان وتَحَقُّقَ ما يُميّزُه عن الحيوان الذي يشترك معه في الحاجة إلى “الضرورِي” المذكور

وطبيعيّ، كذلك، أن تكون وراء تلك الرّغبة انتظاراتٌ قد تختلِف من واحدٍ إلى آخر ولكنَّها لا يُمْكِن أن تكون دون مرجعيّات معرفِيّة وذوقِيّة جماعيّة وفرديّة، هي نتيجةٌ للتهيئة الاجتماعِيّة للأفراد والمجموعات ولِفِعل مُختَلَفِ مؤسّساتها فيهم 

بيّنٌ أنَّ الكلام عن “اكتمال الفعل المسرحِيّ” هو كلامٌ في جوهرِ المسرح وفي أُسُسِ ممارسته ومُقتضياتِ تلك الممارسة، وبيِّنٌ أن في ذلك بحثًا في صُوَرِ تجلّيات هذا الفنّ وفي امتداداتِ تلك التجلّيات. وبيّنٌ، كذلك، أنّ في التساؤل عن مدى تَحقُّقِ”اكتمال الفعل المسرحِيِّ” ما يسمح بالوقوف على طبيعةِ حضور هذا الفنّ ضمن شواغِل النّاس باعتباره ظاهِرةً عابِرةً لا وزن لها فيها، أو باعتباره حاجة أساسيّة من حاجاتهم لا يستغنون عنها؛ وفي التساؤل عن مدى تَحقُّقِه ما قد يسمح، أيْضًا، بالانتباه إلى مؤشّراتٍ تدلُّ على غيابه، رغم وَهْم حضوره، وإلى علامات تُشير إلى انسياقه إلى الاندثار، رغم استمرارِ ذِكْرِهِ. 

فمن المشروع، إذن، أنْ نسأل ونُسائِل ونتَساءل عن مدى حضور هذا الشّاغلِ، شاغِلِ “اكتمال الفِعل المسرحِيّ” في مسارات المسرح ومؤسّساته وعن طبيعة هذا الحضور وتجلّياته، إذا ما سعيْنا إلى البحث في واقع مسرح هذه البلاد أو تلك وإلى استشراف آفاقِه فيها. وإذا ما سَلّمْنا بتعدّد العناصر المُتدخّلة في تحقيق “اكتمال الفعل المسرحي” وتشابُكها أصبح من الضروريّ الوقوف على مُختلف مستوياتها والنّظر في كيفيّة اشتغالها، سواء ما تعلّق منها بالنتاجات المسرحيّة ونوعيّاتها وصيرورة العمليّة المسرحيّة، في ذاتها، إبداعًا وإنتاجًا، ترويجًا وتوزيعًا، عرضًا… أو ما تعلّق منها بالمتفرّج وجمهور المتفرّجين وأنواعِهم، والدواعي إلى حضورهم لمشاهدة العروض المسرحيّة والأسباب الكامِنة وراء تجاهلهم لها وغيابهم عنها. وعلى هذا الأساس، ندعو في هذه الندوة إلى النظر في مُختلف هذه الأبعاد، من خلال شِقّيْن من المحاور يتعلّق الأوّل بواقع المسرح، اليوم، وموقِعه من شواغِل النّاس وعلاقة صنّاع الفرجة فيه بهم، ويتعلّقُ الشِّقُّ الثاني بجمهور المسرح وواقع “اكتمال الفعل المسرحِي” وآفاقِه

الشقّ الأوّل

هل في المسرح، اليومَ، ما يُرْغَبُ فيه وما يُشْتهى حتى يُقبِل الجمهورُ عليه إقبالَ من يسعى إلى تلبية حاجة له فيه؟ 

قضايا التلقّي في ذهن صنّاع الفرجة المسرحية وآفاق الانتظارات

هل من قراءة لمقولة “مسرحٌ نُخبوِيٌّ للجميع” على ضوء شرط “اكتمال الفِعل المسرحي”؟

الشّقّ الثاني

قراءة في الجهود البحثيّة التي وُجِّهت لدراسة ظاهرة الجمهور في المسرح: المقاربات التي اعتمدتها تلك البحوث والنتائج التي خَلُصت إليها

واقع الحال في مجال “اكتمال الفِعل المسرحيّ” في تونس والبلدان العربيّة والإفريقيّة وفي سائر البلدان

هل من بحوث ميدانيّة تعطي فكرة عن جمهور المسرح في هذه البلدان على صعيد العدد والنوع والمواصفات؟

هل من قراءة للإجراءات والتدابير والقوانين والتقاليد والسّنن المتعلّقة بتحقيق “اكتمال الفِعل المسرحيّ” ؟

في جمهور المسرح وجمهور المهرجانات المسرحيّة، في تواتر”اكتمال الفِعل المسرحيّ” وانقطاعه

“مدرسة المُتفَرِّج” والتربية على المسرح، المنجز والمنشود

ويبقى الحلم قائِمًا في أن يتحقّق للمسرح ما به يكون مرغوبًا فيه مسعيًّا إلى التفاعُل مع نتاجاته تفعالا مع ما هو مُشتهى

مدير النّدوة

محمد المديوني

كونية أنطون تشيخوف: المجالات والامتدادات

مدير الندوة حمدي حمايدي

مقرر الندوة محمد المي

إن كان هناك كاتب مسرحي روسي بلغت أعماله قمة الكونية فهو بلا شك أنطون تشيخوف فهي بقدر انغماسها في الواقع الآفاقي في بلاده خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر تعد تعبيرا عن هواجس ومعاناة ومشاغل وآمال البشرية بصفة عامة. هذا الجانب الآني والتعاقبي في نفس الوقت أضفى عليها اهتماما متجددا على المستوى العالمي وضمن كل الحضارات. تمثل هذا الاهتمام في ترجمة الأعمال إلى عديد اللغات في المقترحات الإخراجية التي شملتها في اقتباساتها المسرحية والسينمائية وفي تأثيرها في التنظيرات والممارسات المتعلقة بالفن الرابع.ينبغي التنصيص في هذا المجال على المكانة التي احتلتها ولازالت داخل حيز الإبداع في أوروبا الغربية والولايات المتحدة الأمريكية والعالم العربي

تكمن خاصية كونية تشيخوف في بعدها الجدلي. فهي برغم شموليتها وارتكازها على القيم التي تميز الإنسان بقطع النظر عن الاختلافات التاريخية والجغرافية لا تنفي نسبية وتنوع وخصوصية الوقائع التي تعيشها وضعية دون أخرى. بل هي تتغذى منها. وكلما تولت تشريح ما هو محلي زادت كشفا عن ما يميز الجنس البشري بصفة عامة من تعرض دائم لقوى شيطانية و هدامة ومعاناة مادية و معنوية ومقاومة رغم عبثية الكلام والأفعال و جزع أمام الموت

رغم رحيله في عنفوان العمر نجح أنطون تشيخوف في إبراز تعقيدات الوجود الإنساني وذلك من خلال تعدد التجارب التي عاشها على المستوى الفردي (ضرورة البحث عن ضمان لقمة العيش منذ الطفولة – المرض) والعائلي (تسلط الأب – الخصاصة – التمازج الأسري في المنزل) والمهني (تعامله اليومي بصفته طبيبا مع آلام وأوجاع الفئات الضعيفة) والاجتماعي (تفتت الأرستقراطية والبرجوازية الصغيرتين)

وشح أنطون تشيخوف مقاربته الواقعية الوصفية بأسلوب مميز يتجاور فيه الهزل والسخرية والاستهزاء بالنفس وكذلك بتمش يعتمد على النص التحتي والحوار التحتي وعلى انعدام الصراع الدرامي في بنية المسرحية

للتعمق في كل هذه المسائل يمكن لمقترحات المشاركة أن تتناول على سبيل المثال لا الحصر أحد المحاور التالية

إنشائية أنطون تشيخوف

تحليل لأمثلة معينة من النصوص أو الأعمال الإخراجية

علاقة تشيخوف بالمخرجين

  حضور تشيخوف في المسح الغربي

حضور تشيخوف في المسرح العربي

تجارب شخصية ترجمات أعمال إخراجية بحوث ودراسات