ورشة الإخراج المسرحي
إشراف: الفاضل الجعايبي
يقول المخرج المسرحي الفاضل الجعايبي في تقديم ورشة الإخراج المسرحي: في هذه الورشة أدعو الممثل أن يكون هو البداية، وهو النهاية. لا ننطلق من نص جاهز، بل من وضعية نخلقها معا، من سؤال، من حركة أولى تفتح لنا الطريق. هكذا نعمل داخل الآن وهنا كتصوّر اللحظة المسرحية، بما تحمله من توتر واحتمال، بما يمكن أن تولّده من معنى. الإخراج بالنسبة إليّ تجربة نعيشها معا، خطوة بخطوة، بحث متواصـل لفهم الإنسان عبر جسده وسلوكه ونَفَسه على الركح.
الإيقاع عنصر أساسي في هذا العمل: إيقاع الجسد، إيقاع الصمت، وإيقاع العلاقة بين الممثلين وانتقالهم من وضعية إلى أخرى. أتعامل مع الممثل كشريك، يفكّر ويجرّب، ونبني المشاهد انطلاقا من الطـاقة التي يولّدها داخل المجموعة.
هذه الورشة ليست درسا نلقّنه، بل رحلة عمل حيّة، نرى فيها كيف يتحّول الممثل إلى صانع للمعنى، وكيف يتشكّل العرض تدريجيا من الآن وهنا، ويعود إليهما.
الفاضل الجعايبي
يُعَدّ الفاضل الجعايبي واحدا من أبرز صُنّاع المسرح العربي المعاصر، فقد شقّ على امتداد أكثر من أربعين عاما مسارا فنيا متفردا، وأسس مشروعا مسرحيا ملتزما يدافع فيه عن «مسرحٍ نخبويّ للجميع»، وهو مسرح يفتح الجرح ويطرح الأسئلة ويواجه تناقضات الواقع، كاشفا هشاشته وآماله في تونس والعالم العربي.
منذ الثمانينيات، شكّل مع المبدعة جليلة بكّار ثنائيا أحدث ثورة في اللغة المسرحية، ورسّخ رؤية جديدة أثّرت بعمق في أجيال متلاحقة من الفنانين. وقد ولدت كثمرة لهذا المسار أعمال صارت علامات مضيئة في تاريخ المسرح، مثل: «عشّاق المقهى المهجور»، «فاميليا»، «جنون»، «خمسون»، «يحي يعيش»، «تسونامي»، «عنف» و«آخر البحر»… وهي أعمال تنقّب في الذاكرة والتاريخ والهوية، وتبحث في التقلبات السياسية والإنسانية التي تعصف بمجتمعاتنا.
قدّم أعماله على أكبر المسارح الدولية، ومن بينها مهرجان أفينيون الشهير. كما تولّى إدارة المسرح الوطني التونسي (2014–2021) وأسّس مدارس للتكوين وصقل مواهب الشباب. نال عبر مسيرته العديد من الجوائز، من بينها جائزة أوروبا للمسرح، ليظلّ اسم الفاضل الجعايبي مرجعا لا يمكن تجاوزه في المسرح العربي، بفضل مسرحه الناقد والاستشرافي والمرتبط بنبض عصره.
