الإفتتاحية

تتردّد الطًّرقات الثُلاث لأيام قرطاج المسرحيّة على امتداد أسبوع في فضاءات مدينة الثقافة الأنيقة وفضاءات أخرى تحمل ذاكرة المكان وروح المدينة، هذه التظاهرة السنويّة الوفيّة لموعدها الشّتوي تعود لتغمرها بتجارب مسرحيّة مختارة من مختلف أنحاء العالم وتفتح لنا هذا العام نافذة جديدة لاكتشاف المسرح الكولومبي والمكسيكي والاسباني في لقاء متجدّد مع آفاق فنيّة وإبداعيّة مختلفة.

على ركح مسرح الأوبرا يكون الموعد مع الفنان المصري يحيى الفخراني في عرض لرائعة شكسبير “الملك لير” كما ستحتضن فعاليات أيّام قرطاج المسرحيّة آخر أعمال المبدع التونسي الفاضل الجعايبي “(ال) حلم” وتتواصل الاحتفالات بعروض المسابقة الرسميّة واللقاءات الفكريّة والتكريمات والورشات والعروض الموسيقيّة التي ستثري برنامج هذه الدورة السّادسة والعشرين وتمنحها آفاقا أرحب.

دورة أخرى أُنجزت لتكون عيدا لعشّاق رابع الفنون ونافذة مشرعة على المتعة والإبداع والتجديد.

أمينة الصرارفي

وزيرة الشؤون الثقافيّة

السيد محمد منير العرقي

مدير الدورة 25 لأيام قرطاج المسرحية  

نلتقي،

لنفتتح معا الدورة السادسة والعشرين لأيام قرطاج المسرحية.

نلتقي كي نردد و نرفع شعار الدورة:

المسرح وعي وتغيير…

المسرح نبض الشارع.

نلتقي كي نعيد اكتشاف قوتنا الأولى: قوّة أن نقف… أن نعبّر … أن نحلم.

المسرح، كما قال برتولت بريشت، ليس مرآةً تعكس صورة العالم، بل مطرقة نصوغ بها العالم كما يجب أن يكون…أكثر عدلاً… أكثر إنسانية… أكثر نوراً.

هذا الركح، الذي بدا دائماً أكبر من جدرانه، أوسع من قاعاته، أعمق من لحظاته، يحتضن اليوم أصواتاً تأتي من تونس…

من الوطن العربي… من إفريقيا… ومن العالم.

أصوات تحمل معها تجارب مبدعيها و أفكارهم ورؤاهم وأسئلتهم ..

وتضعها أمامكم، ولأن المسرحي المنتبه والمنصت ، الواعي لا يشيح بوجهه عن الظلم والقهر والألم، في زمن يحتاج فيه العالم أكثر من أيّ وقت مضى إلى فنّ يُقاوم العزلة والخوف، ويُعيد الثقة بالجمال وبالحرية.

نقف الليلة، كلنا،  بصمتٍ يليق بالمقام،

ونذكر غزّة…

غزّة الجريحة الصامدة ،

فلسطين هي الوجدان،

ومن صميم السؤال الإنساني الذي يحمله المسرح ! نذكرها ونرددها لا بالشعارات،

بل بما يعرفه الفن وحده: أن نعي أن الضوء مقاومة… الفن مقاومة أن نرفع أصواتنا وأن نؤمن بأن قول الحقيقة فعلٌ من أفعال الجمال.

أيّها الحضور الكريم، تحافظ الدورة 26 على أقسامها الثابتة، وتحتضن لأول مرة المنتدى المسرحي الدولي

تحت عنوان:

“الفنّان المسرحي: زمنه وأعماله”

هي مساحة شفافة

لنُصغي فيها إلى المبدعين المسرحيين في علاقتهم بمحيطهم  لنستسيغ رؤاهم و لنتحاور معهم ونطرح الأسئلة التي تُبقي المسرحي متيقظاً.

لقد اخترنا لهذه الدورة برمجة واسعة،

تجمع بين المسابقة الرسمية، العروض التونسية، العربية، الإفريقية، وعروض مسرح العالم،

وتفتح أبوابها أيضاً لفضاء استثنائي: مسرح الحرّيّة، مسرح المودعين بالوحدات السجنية ومراكز الإصلاح ، وهي تجربة مسرحية إنسانية رائدة نواصلها بكل عزم في شراكة مع الهيئة العامة للسجون والإصلاح .

سادتي الكرام ،

إلى جانب العروض المسرحية الموجهة للكبار والأطفال والناشئة ومسرح الهواية، تنظم هذه الدورة 7 ورشات تطبيقية يديرها مختصون مميزون ، كما ننظم ملتقى البحوث المسرحية في رسائل الدكتوراه بالجامعات التونسية ، تثمينا للبحث العلمي في المجال المسرحي.

أيها الحضور الكريم ،

نتوّج ونكرّم هذا العام مبدعين تركوا بصمة لا تُمحى على المسارح التونسية، العربية، والإفريقية. تكريمهم ليس احتفالاً بالماضي فحسب، بل عهداً جديداً بأن المسرح يستمر وأن الشعلة لا تنطفئ.

أتوجه بالشكر إلى المؤسسات الشريكة

و أخص بالذكر :

مؤسسة مسرح الأوبرا

مؤسسة المسرح الوطني التونسي

المركز الوطني لفن العرائس

والهيئة العربية للمسرح لإسنادها المتصل بقسم الأنشطة الفكرية و التكوين الميداني.

أيّها الحضور،

لا مسرح بلا جمهور…

المسرح صوت من لا صوت له

ولا معنى للركح دون هذا الشغف الذي تملؤونه الليلة. أنتم الذين تجعلون المسرح وعياً… وتجعلونه تغييراً…وتجعلونه، قبل كل شيء، نبضاً حيّاً في قلب الشارع.

أهلاً بكم في قرطاج…

أهلاً بكم في تونس  المسرح

أهلاً بكم في دورة جديدة

تؤمن بأن الفن لا يزال قادراً على الإنقاذ…

وقادراً على الإلهام…

وقادراً على إنارة الطريق،

مهما اشتدّت العتمة .

شكراً لكم لحضوركم البهي

أعلن عن افتتاح الدورة 26 لأيام قرطاج المسرحية .